رغم أننا لا نرى العطر، فإنه يقتحمنا ويؤثر فينا وفي انطباعاتنا عمن نقابلهم ومشاعرنا تجاههم ربما أكثر من التفاصيل المرئية مثل الملابس وملامح الوجه، وطبقا لدراسة أجرتها "لورا شرود" حول تأثير الروائح على الذاكرة، فهناك اتصال عصبي بين حاسة الشم والذاكرة، ولنظام الشم اتصال فريد بمنطقتين رئيسيتين في الفص الصدغي بالدماغ وهما: الحصين، وهو مركز الذاكرة الخاص بذاكرة المدى الطويل، واللوزة الدماغية التي تلعب دورا هاما في معالجة المشاعر.
وبينما تحتاج بقية الحواس كالسمع والرؤية واللمس إلى عدد من نقاط الاشتباك العصبي للوصول إلى هاتين المنطقتين، فإن المعلومات التي تلتقطها حاسة الشم تصل بشكل فوري إلى الدماغ وإلى الجهاز الحوفي (Limbic System)، الذي يلعب دورا كبيرا في السيطرة على الذاكرة والانفعالات والعاطفة والمزاج.
تفسر هذه النظرية المشاعر المتضاربة التي تنتابنا تجاه العطور والتلقي المختلف لها من أشخاص مختلفين، فالعطر الذي تثير أحد مكوناته ذكريات طيبة لديك، قد تثير مكوناته أسوأ كوابيس الذاكرة لدى غيرك، وكما يرتبط العطر بالذاكرة، فإن رائحته تتأثر تأثرا كبيرا بكيمياء الجسم، فقد يعجبك عطر ما حين تشم رائحته على أحد الأصدقاء فتتعجل شراءه لتفاجأ بأنه لا يناسبك وأنك لا تحبه حقا. فكيف يمكنك الحكم على العطر قبل شرائه؟ وكيف يمكنك اختيار العطر المناسب؟
تركيز العطر يحدد سعره وثباته
العطور بشكل عام عبارة عن زيوت عطرية مذابة في الكحول، وتؤثر نسبة الزيت العطري إلى الكحول على تركيز العطر وثباته، فكلما زادت نسبة الزيوت العطرية مقارنة بالكحول، ازداد تركيز العطر وثباته وسعره أيضا. وفي الغالب يشار إلى نوع العطر ونسبة التركيز على عبوة العطر، وتنقسم العطور تبعا لدرجة تركيزها كما هو موضح في الرسم التالي:

للعطور أربع عائلات.. لأي منها تنتمي؟
الخطوة التالية وهي اختيار الرائحة المناسبة، ولمعرفتها تحتاج للتعرف على أنواع العطور الأساسية، وتكوينها وهي ثلاثة أنواع:
الحمضيات/ الموالح/ الفواكه: ولها رائحة مبهجة ومنعشة، تمنح الشعور بالحيوية والديناميكية، ومن أشهرها الجريب فروت والبرتقال والتفاح والليمون والخوخ، وهي مناسبة أكثر للشخصيات المبهجة والحيوية.
الزهور: تمنح إحساسا رومانسيا ناعما، وتلائم الشخصيات الحالمة والعاطفية، ومن بين الروائح الشهيرة في هذه العائلة الجوري والياسمين والبنفسج والخزامى، وتستخدم في الكثير من العطور النسائية.